والبلّه والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ، فأمّا النصّاب من أهل القبلة فإنّهم يخدّ لهم خدّ إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ، ثمّ مصيرهم إلى الحميم في النار ... » (١).
وغير ذلك من الأخبار الواردة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أو الأئمّة الأخيار ، مثل ما رواه عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاّد الحنّاط ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ، قلت : جعلت فداك يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش ، فقال : « لا ، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير لكن في أبدان كأبدانهم » (٢). وكذا ما رواه غيره (٣).
وكيف كان فالظاهر أنّ البدن المثالي بدن مستقلّ يخلق بقدرته تعالى لتعلّق الروح ، وليس مأخوذا من البدن الأصلي بأخذ لطيفه [ كتلطيفه ] (٤) كما توهّم. كما أنّه ليس عبارة عن الصورة النوعيّة الإنسانيّة أيضا كما حكي عن بعض.
وكذا ما حكي عن المنزلة من أولاد أبي هاشم من : « أنّه تعالى ينزع من جسد كلّ واحد منهم أجزاء قدر ما يتعلّق به البرزخ ، وهوى هذا من أجزاء أجسادهم في قبورهم في أجساد سائر الموتى ». وليس هذا قولا بالتناسخ الباطل بالاتّفاق عبارة عن تعلّق الأرواح في هذا العالم بعد مفارقتها عن أجسادها بأجساد أخر عنصريّة كما يقول أهل النسخ والمسخ والفسخ والرسخ ، أو فلكيّة كما عن بعض. وأمّا تعلّقها في القيامة الصغرى في عالم البرزخ بأبدان مثاليّة وفي القيامة الكبرى بأبدان أصليّة كما هو المستفاد من الأخبار فلا.
وقد يقال : يمكن كون أحوال القبر كمثل نزول الملك الذي لا يرى بتلك العين ، أو
__________________
(١) المصدر السابق : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، باب جنّة الدنيا ، ح ١.
(٢) المصدر السابق : ٢٤٤ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ١.
(٣) المصدر السابق : ٢٤٥ ، ح ٦.
(٤) كذا في الأصل.