ورابعا : عود الروح في القيامة الكبرى إلى البدن الأصلي مع تغاير الصور دون العنصر في المحشر الذي هو المعاد الأكبر.
وخامسا : فيما بعد المعادات ، وفي أحوال النار والجنّة والأعراف الواقعة بينها وأهلها على وفق العقل والنقل.
نعم ، في بعض الاعتقادات لا بدّ من ملاحظة النقل خاصّة ؛ إذ لا مدخل للعقل فيه ، كتعلّق الروح بالبدن المثالي في غير النبيّ والوصيّ ، بمعنى عدم احتياجهما إليه مع تسلّطهما على التصرّف فيه ، مثل ما روي في الكافي في باب زيارات النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ما من نبيّ ولا وصيّ نبيّ يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام حتّى يرفع روحه ولحمه وعظمه إلى السماء ، وإنّما يؤتى مواضع آثارهم ، ويبلّغونهم من بعيد السّلام ، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب » (١). إلى غير ذلك.
وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع شرح الشارح القوشچي بقوله : « حكم المثلين واحد والسمع دلّ على إمكان التماثل ».
اختلفوا في أنّه هل يمكن وجود عالم آخر مماثل لهذا العالم أم لا؟ ذهب المليون إلى إمكانه ، وذهب بعض الأوائل إلى امتناعه.
واحتجّ المصنّف على إمكانه بدليلين : عقلي وسمعي :
أمّا العقلي فهو أنّ حكم المثلين واحد ، وإذا كان أحد المثلين ممكنا كان الآخر أيضا ممكنا ، وإلاّ لم يكونا مثلين ما فرضناهما مثلين.
وأمّا السمعي فقوله تعالى : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ ) (٢).
__________________
(١) « الكافي » ٤ : ٥٦٧ ، كتاب الحجّ ، ح ١ ؛ « تهذيب الأحكام » ٦ : ١٠٦ ، ح ١٨٦.
(٢) يس (٣٦) : ٨١.