الأرض ثمّ تمخّض مخض السقاء ، فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مخض ، فيجتمع تراب كلّ قالب [ إلى قالبه فينتقل بإذن الله القادر إلى حيث الروح ] فتعود الصور بإذن الله تعالى المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها » (١).
وعنه عليهالسلام : « إذا أراد الله أن يبعث أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال » (٢).
إلى غير ذلك من الأدلّة الدالّة على وقوع المعاد الجسماني كما هو اتّفاق الملّيّين. وهو من ضروريّات الدين.
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال : « إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد فتغشّاهم ظلمة شديدة فيضجّون إلى ربّهم ويقولون : يا ربّنا ، اكشف عنّا هذه الظلمة » فساق الحديث إلى أن ذكر ظهور نور ذرّيّة رسول الله لهم « فيجيء النداء : اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم فيشفعون » (٣).
إلى غير ذلك ممّا دلّ على أنّهم في المحشر حفاة عراة يتوقّفون في المحشر كالسكارى حتّى يعرقوا عرقا شديدا ، فيقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله أمام الناس فيبكي صلىاللهعليهوآله إذا رأى من يصرف عنه من شيعة عليّ عليهالسلام فيقول له الملك : الله يقول : قد وهبتهم لك يا محمّد ، وصفحت لهم عن ذنوبهم ، وألحقهم بك وبمن كانوا يقولون فيلحقون في حزبهم (٤).
وأنّهم يقفون قياما على أقدامهم حتّى يلجئهم فينادوا : ربّ حاسبنا ولو إلى النار ، فيبعث الله رياحا فيضرب بينهم ، فصار المجرمون إلى النار ومن كان في قلبه إيمان
__________________
(١) « الاحتجاج » ٢ : ٣٥٠.
(٢) « الأمالي » للصدوق : ١٤٩ ، المجلس ٣٣ ، ح ٥ ؛ « تفسير القمّي » ٢ : ٢٥٣.
(٣) « الأمالي » للصدوق : ٢٣٤ ، المجلس ٤٧ ، ح ١٨ ، مع اختلاف يسير.
(٤) « تفسير القمّي » ٢ : ٦٤ ؛ وراجع « بحار الأنوار » ٧ : ١٠١ ـ ١٠٢ ، ح ٩ ، و ٨ : ١٧ ، ح ١ ، و ٦٥ : ٥٨ ـ ٥٩ ، ح ١٠٨.