نقيصة وتصفية بطرح الرديء ونحوه ، سواء قلنا باللطيف أم لا.
قال الشيخ المعاصر في جواب السؤال ـ عن أنّك تقول : إنّ للإنسان جسمين وجسدين ، وفي المعاد بعد الموت لا تعود الروح إلى هذا البدن العنصري الطبيعي المركّب من الأخلاط الأربعة ؛ إذ لا حسّ له ولا شعور له ـ كلاما مشتملا على هذه العبارة :
« من يعترض ، إنّما اعترض ؛ لأنّه ما عرف المقصود ، ولا علم أيضا أنّه من كلام أئمّته ؛ فلذا قال ما قال ، مع أنّي لم أقل من هذا شيئا ولكنّه ما فهم مرادي. ومعنى كلامي ومرادي هو أنّ الإنسان له جسدان وجسمان :
الجسد الأوّل مركّب من العناصر الأربعة المعروفة المحسوسة ، وهو الآن في هذه الدنيا عبارة عن الكثافة العارضة ، وفي الحقيقة هو الجسد الصوري. ومثاله : إذا كان عندك خاتم من فضّة فإنّ صورته هي استدارة حلقته وتركيب موضع الفصّ المركّب منه مثلا ، فإذا كسرته وأذبته وجعلته سبيكة ، أو سحلته بالمبرد وجعلته سحالة ، ثمّ بعد ذلك صغت تلك الفضّة ـ أعني السبيكة أو السحالة ـ خاتما على هيئة الأوّل ، فإنّ الصورة الأولى هي الجسد الصوري لا تعود ، ولكن صنعته على هيئة كالأولى ، فهذا الخاتم في الحقيقة فهو ذلك الخاتم الأوّل بعينه من حيث مادّته ، وهو غيره من جهة صورته.
نعني بالجسد العنصري ـ الذي هو الكثافة البشريّة ـ هذه الصورة التي هي الجسم الصوري ؛ لأنّ اعتقادنا ـ الذي ندين الله به ، ونعتقد أنّ من لم يقل به ليس بمسلم ـ هو أنّ هذا الجسد الذي هو الآن موجود محسوس بعينه هو الذي يعاد يوم القيامة ، وهو الذي يدخل الجنّة أو النار ، وهو الخالد الذي خلق للبقاء ، وهو الذي نزل إلى هذه الدنيا من ألف ألف عام حتّى وصل إلى التراب ، ثمّ أخذ يصعد من النطفة والعلقة