« نعم ، ويتساءلون ويتعارفون حتّى إذا رأيته قلت : فلان » (١).
وعن إبراهيم بن إسحاق قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أين أرواح المؤمنين؟ فقال : « أرواح المؤمنين في حجرات في الجنّة يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويتزاورون فيها ، ويقولون : ربّنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا قال : قلت : فأين أرواح الكفّار؟ فقال : في حجرات النار يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويتزاورون فيها ، ويقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا » (٢).
وعن أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام قال : « إذا مات العبد المؤمن ، دخل معه في قبره ستّ صور : فيهنّ صورة أحسنهنّ وجها ، وأبهاهنّ هيئة ، وأطيبهنّ ريحا ، وأنظفهنّ صورة. قال : فتقف صورة عن يمينه ، وأخرى عن يساره ، وأخرى عن بين يديه ، وأخرى خلفه ، وأخرى عند رجليه ، وتقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه. فإن أتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ، ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الستّ. قال : فتقول أحسنهنّ صورة : ومن أنتم جزاكم الله عنّي؟ فتقول التي عن يمين العبد : أنا الصلاة ، وتقول التي عن يساره : أنا الزكاة ، وتقول التي بين يديه : أنا الصيام ، وتقول التي خلفه : أنا الحجّ والعمرة ، وتقول التي عند رجليه : أنا برّ من وصلت من إخوانك ، ثمّ يقلن : من أنت؟ فأنت أحسننا وجها ، وأطيبنا ريحا ، وأبهانا هيئة ، فتقول : أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين » (٣).
وعن عبد الله بن طلحة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الوزغ ، قال : « هو الرجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل ، يعني شكرا ، وقال : إنّ أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدّثه ، فإذا هو الوزغ يولول (٤) بلسانه ، فقال أبي عليهالسلام للرجل : أتدري ما يقول هذا
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٣٤ ، ح ٤٨ ، نقلا عن « المحاسن » ١ : ٢٨٥ ، باب أرواح المؤمنين ، ح ٥٦٢.
(٢) المصدرين السابقين.
(٣) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، ح ٥٠ ، نقلا عن « المحاسن » : ٤٤٨ ـ ٤٤٩ ، باب الشرائع ، ح ٣٦.
(٤) يولول ، أي : يصوّت ، كما في « مجمع البحرين » ٥ : ٤٩٥ « ول ول ».