على منابر من نور » (١).
وعن محمّد بن مسلم (٢) ، وعن أبي هريرة في قوله : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) (٣) يعني بقول : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله في الحياة الدنيا ، ثمّ قال : ( وَفِي الْآخِرَةِ ) ، قال : هذا القبر ، يدخل عليه ملكان فظّان غليظان يحفران القبر بأنيابهما وأصواتهما كالرعد القاصف (٤) ، وأعينهما كالبرق الخاطف ، ومع كلّ واحد منهما مرزبة فيها ثلاثمائة وستّون عقدة ، في كلّ عقدة ثلاثمائة وستّون حلقة ، وزن كلّ حلقة كوزن حديد الدنيا ، لو اجتمع عليها أهل السماء والأرض أن يقلّوها ما أقلّوها ، هي في أيديهم أخفّ من جناح بعوض ، فيدخلان القبر على الميّت ، ويجلسانه في قبره ويسألانه : من ربّك؟ فيقول المؤمن : الله ربّي ، ثمّ يقولان : فمن نبيّك؟ فيقول المؤمن : محمّد نبيّي ، فيقولان : ما قبلتك؟ فيقول المؤمن : الكعبة قبلتي ، فيقولان له : من إمامك؟ فيقول المؤمن : إمامي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فيقولان له : صدقت. ثمّ قال : ( وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ ) يعني عن ولاية عليّ عليهالسلام في القبر ، والله ليسألنّ عن ولايته على الصراط ، والله ليسألنّ عن ولايته في الحساب. ثمّ قال سفيان بن عيينة ومن روى عن ابن عبّاس : إنّ المؤمن يقول : القرآن إمامي ، فقد أصاب أيضا ؛ وذلك أنّ الله بيّن إمامة عليّ عليهالسلام في القرآن (٥).
وروي أنّه : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين عليهالسلام أقبل عليّ عليهالسلام باكيا ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : « ما يبكيك؟ لا أبكى الله عينيك؟ » قال : « توفّيت والدتي يا رسول الله صلىاللهعليهوآله » ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « بل والدتي يا عليّ ، فلقد كانت تجوّع أولادها
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٣٧ ، ح ٥٥.
(٢) الظاهر أنّ رواية محمّد بن مسلم قد سقطت. وهي مذكورة في « بحار الأنوار » ٦ : ٢٣٧ ، ح ٥٦ ، نقلا عن « تفسير العيّاشي ».
(٣) إبراهيم (١٤) : ٢٧.
(٤) الرعد القاصف : الشديد الصوت. « مجمع البحرين » ٥ : ١٠٩ ، « ق ص ف ».
(٥) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، ح ٥٧ ، نقلا عن « المناقب » لابن شهرآشوب ٣ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠.