يقوم يصلي ، أو يطالع ، أو يدرس ، ويتلو القرآن » (١)
وكان قدسسره لا يخلو من ظرف مع اصدقائه ومعاشريه بما لا يخرج عن حدود الحشمة ومقابيس الادب فمن ذلك انه جرت بينه وبين القاضي أبي بكر ابن الباقلاني مناظرة فافحمه الشيخ فقال له أبو بكر لك أيها الشيخ في كل قدر مغرفة فقال «ره» مداعبا له » نعم ما تمثلت به من أداة أبيك » فضحك الحاضرون وخجل القاضي « (٢) وله مناظرات لطيفة وحكايات ظريفة أفرد لها علم الهدى كتابا (٣)
٦ ـ نشأته ودراسته
نشأ المترجم له قدسسره في حجر أبيه وتحت رعايته ، وأكبر الظن أن تعلمه القرآن الكريم وبعض المبادئ العلمية والادبية كان عند أبيه إذ كان معلما. ولم يحدثنا التأريخ عن أيامه الاولى في عكبراء ، وكلما جادبه هو أنه انحدر مع أبيه إلى بغداد في سن مبكرة وبدأ يقرأ العلم على أبى عبد الله البصري المعروف بجعل (٤) وكان شيخ المعتزلة مقدما في علمي الفقه والكلام بمنزله بدرب رباح ، ثم قرأ من بعده على أبي بكر غلام أبي الجيش (٥) وكان من أئمة المتكلمين من الامامية وكان منزله بباب خراسان ، وهو الذي أرشده إلى أخذ علم الكلام
__________________
(١) لسان الميزان ج ٥ ص ٣٦٨.
(٢) مجالس المؤمنين ج ١ ص ٤٦٧ ومنتهى المقال لابي علي الحائري ره.
(٣) تنقيح المقال ج ٣ ص ١٨٠.
(٤) هو الحسين بن علي بن ابراهيم أبو عبد الله البصري الملقب يجعل من شيوخ المعتزلة ، قال ابن النديم : (إليه انتهت رياسة اصحابه في عصره كان فاضلا فقيها متكلما عالي الذكر نبيه القدر عالما بمذهبهم) اه ولد سنة ٣٠٨ وتوفى سنة ٣٩٩.
(٥) اسمه طاهر قال السيد الصدر ره في تأسيس الشيعة (انه كان من ائمة المتكلمين وترجمه النجاشي وذكر انه غلام أبي الحبيش ، والشيخ في الفهرست وفيه انه غلام أبي الحبش وقال ابن النديم أبو الجيش ابن الخراساني واسمه المظفر.