« أحسبك تشتهي الدخول علىٰ أهلك ! » ، قال : « نعم فداك أبي وأُمي يا رسول الله » ، فقال صلىاللهعليهوآله : « غداً إن شاء الله ».
فلما كان اليوم التالي التفت رسول الله صلىاللهعليهوآله إلىٰ النساء وقال : « من ها هنا ؟ » فقالت السيدة أُم سلمة : أنا يا رسول الله ، وزينب وفلانة وفلانة (زوجات النبي صلىاللهعليهوآله) فأمرهنّ أن يزيّنَ (فاطمة) ويطيبنها ويصلحن شأنها في حجرة أُم سلمة ، وأن يفرشن بيتها ، ففعلن النسوة ما أمرهن وعلّقن عليها من حليهنّ وطيبنها (١).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، لمّا كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلىاللهعليهوآله ببغلته الشهباء ، وثنىٰ عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : « اركبي » ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي صلىاللهعليهوآله يسوقها ، فبينما هم في الطريق إذ سمع النبي صلىاللهعليهوآله وجبة ، فإذا بجبرئيل في سبعين ألفاً من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفاً ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : « ما أهبطكم إلىٰ الأرض ؟ » قالوا : جئنا نزفّ فاطمة إلىٰ زوجها علي بن أبي طالب ، فكبّر جبرئيل وميكائيل ، وكبّرت الملائكة ، وكبّر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فوقع التكبير علىٰ العرائس من تلك الليلة (حيث صار سنّة فيما بعد) (٢).
وعن ابن عباس رضياللهعنه : لمّا زُفَّت فاطمة الزهراء إلىٰ أمير المؤمنين علي عليهماالسلام ، كان النبي صلىاللهعليهوآله قدّامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك يسبّحون الله ويقدّسونه حتىٰ طلع الفجر (٣).
_____________
(١) في رحاب أئمة أهل البيت عليهمالسلام / السيد الأمين ١ : ١٦٥ ، بتصرّف.
(٢) دلائل الإمامة / الطبري الإمامي : ١٠٠ ـ ١٠١ / ٣٠ حديث خبر ليلة الزفاف.
(٣) تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي ٥ : ٧.