وغير خفي انّ هذا الجواب لا يدفع المفسدة ، لانّ بعد التزام كونه ـ تعالى ـ محلاّ للكثرة يلزم إمّا التركيب في ذاته ـ تعالى ـ إن كانت تلك الكثرة داخلة في قوام ذاته ، أو عدم كونه عالما في مرتبة ذاته إن لم تكن داخلة في قوام ذاته ، بل كانت بعد مرتبة ذاته. وأيّ فائدة في القول بأن محلّيته ـ تعالى ـ لتلك الكثرة على الترتيب السببي والمسببي؟! ، فانّ كونها على هذا النحو بعد قيامها بالذات الواجبي إنّما يوجب تحقّقها على التقديم والتأخير ، ولا يفيد ذلك شيئا إلاّ تحقّق علمه بالاشياء على الترتيب ، وهو يوجب جهله ـ تعالى ـ في بعض المراتب. وبالجملة لو تحقّقت تلك الصور العلمية دفعة لم يلزم جهله ـ سبحانه ـ الاّ في مرتبة ذاته ، وأمّا إذا تحقّقت على الترتيب السببي والمسببي لزم جهله في بعض المراتب الآخر ، مثلا لا يكون عالما بالعقل الثاني في مرتبة وجود العقل الأوّل وبالثالث في مرتبة وجود الثاني / ١٤١ MB / وبالأفلاك في مرتبة العقول ... وهكذا.
ثمّ إنّ تلك الصور إن كانت داخلة في قوام ذاته ـ سبحانه ـ لزم التكثّر في ذاته ـ سبحانه ـ سواء تحقّقت دفعة أو على الترتيب ؛ وإن لم تكن داخلة في قوام ذاته لم يلزم التركيب في ذاته على التقديرين ، بل يلزم عدم كونه عالما في مرتبة وذاته في كلّ من الصورتين ـ أي : صورة دخول الصور في قوام الذات وصورة عدم دخولها فيه ـ فيكون الفساد على التقدير الثاني أشدّ ، لأنّه على هذا التقدير إن كانت داخلة في قوام ذاته يلزم مع التركيب عدم كونه عالما في مرتبة الذات ، بل يلزم عدم تحقّق الذات في المرتبة اللائقة بالذات ؛ وإن لم تكن داخلة في قوام ذاته كان فساد لزوم جهله ـ سبحانه ـ أشدّ.
فظهر انّ الجواب المذكور للوجه الثالث غير تامّ ، وهو ـ أي : الوجه الثالث ـ كسابقه وارد على العلم الحصولي.
وأمّا الكلام المنقول من المعلم الثاني فليس ظاهرا في العلم الحصولي ، بل له محمل آخر بما يقرع سمعك بعد ذلك.
وامّا الوجه الرابع ـ أعنى : لزوم كون المعلول الأوّل غير مباين لذاته ـ ، فقد أجيب عنه ـ كما مرّت الاشارة إليه ـ بأنّ لزوم المباينة بين العلّة والمعلول إنّما هو إذا كان المعلول أمرا خارجيا لا أمرا ذهنيا ، فانّ القول بأنّ كلّ معلول ولو كان من الموجودات العلمية يجب