( الفصل الخامس )
( في سمعه وبصره )
( بل ادراكه جميع المحسوسات )
اعلم! أنّ المعلوم بالضرورة من دين نبيّنا ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إنّه ـ تعالى ـ سميع بصير ، وقد نطق بذلك الكتاب والسنة بحيث لا يمكن انكاره ، وانعقد عليه اجماع الأمّة بحيث لم يخرج منه أحد.
وقد اختلفوا في المراد من السمع والبصر ، فذهب بعض أشياخنا الامامية ـ ومنهم العلاّمة الطوسي في شرح رسالة العلم ـ إلى انّهما نفس العلم بالمسموعات والمبصرات علما حضوريا جزئيا. وإليه ذهب الشيخ ابو الحسن الأشعري ، لكنّه قائل بكونهما زائدين على الذات. فهما عند المحقّق وشركائه من الامامية نفس الذات ، فالذات من حيث هو مدرك للمبصرات بذاته هو البصير ومن حيث هو مدرك للمسموعات بذاته هو السميع ؛ وعند الأشعري زائدتان على الذات ـ كما هو الأمر في سائر الصفات عندهم ـ ، إلاّ أنّهما غير زائدتين على العلم بل هما نفسه ، فالزيادة على الذات عند الأشعري لكون العلم زائدا كما أنّ العينية عند المحقّق لعينية العلم للذات.
وذهب الفلاسفة النافون لعلمه على الوجه الجزئي المخصوص المثبتون علمه ـ تعالى ـ بكلّ شيء على الوجه الكلّي إلى انّهما نفس العلم بالمسموعات والمبصرات على