امتداد في مستقبل الأُمم أيضا .. فلقد تجاوزت هذه النظرية حدود المعارف والمعتقدات إلى السلوك والمعاملات .. ( وإذا فَعلُوا فَاحِشةً قالُوا وجَدنا عَليها آباءَنا ) (١). و ( قالُوا بَل وَجَدنَا آباءَنا كذلِك يَفعَلُونَ ) (٢)!!
بعد هذا يبيّن القرآن الكريم الجزاء الذي ينتظر قوما مضوا على هذا النهج ، مثيرا الاذهان إلى ضرورة الحذر من نهجٍ كهذا .. ( فانتَقمنا مِنهُم فانظُر كيفَ كانَ عاقبةُ المُكذِّبينَ ) (٣).
توجيه طاقة العقل
بعد أن حرّرت العقيدة الإسلامية العقل من القيود التي تأسره ، أطلقته إلى أمام وهي توجه طاقاته من خلال الالفات والتدبر في الكون والحياة ، من أجل بناء متكامل دينا ودنيا .. ويمكننا أن نشير إلى مجموعات من آيات الذكر الحكيم توجه العقل إلى آفاق رحيبة متعددة ، منها :
أولاً : التدبر في آيات اللّه تعالى في الآفاق وفي الأنفس :
قال تعالى : ( إنَّ في خَلق السَّمواتِ والأرضِ واختلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ لأياتٍ لأُولي الألبابِ * الَّذينَ يَذكُرُونَ اللّه قِياما وقُعودا وعلى جُنُوبِهِم ويتفكَّرُونَ في خَلقِ السمواتِ والأرض ربَّنا ما خلقتَ هَذا باطلاً سُبحانَكَ فَقِنَا عذابَ النَّارِ ) (٤).
__________________
(١) الاعراف ٧ : ٢٨.
(٢) الشعراء ٢٦ : ٧٤.
(٣) الزخرف ٤٣ : ٢٥.
(٤) آل عمران ٣ : ١٩٠ ـ ١٩١.