أبو سليمان صدوق.
١٠٨ ـ قال محمّد بن جرير : حدّثني عبد الأعلى بن واصل ، ثنا مخول بن إبراهيم ، أنا موسى بن مطير ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم وعمرو ذي مر وسعيد بن وهب قالوا :
كنّا عند عليّ في الرحبة إذ أقبل عمرو بن هند المرادي ثم الجملي ـ وكان أبوه قتل يوم الجمل ـ فقال : يا أمير المؤمنين حديث حدّثنيه عمّار بن ياسر ، قال فقال : لا تكذبوا على عمّار ، قال : فردّدها عليه مرارا فقال عليّ : أرنا حديثك ، فقال : حدّثني هند الجملي أنّهم لما بلغهم مسير طلحة والزبير إلى البصرة ، وأقبل علي إليهم ، اجتمع الناس في هذا المسجد فقالوا : يا هند إنّ الرائد لا يكذب أهله ، وأنت لنا ثقة ، فاخرج فاستقبل هذا الرجل ، فانظر ما الذي عليه ، فخرجت حتى إذا كنت بين السيلحين والقادسية إذا أنا بسبعة ركب يوضعون على النجائب ، فسلّمت فردّوا السلام ووقفوا وقالوا : ممّن الرجل؟ فقلت : أنا هند بن عمرو المراد [ ي ] فرحّبوا وقالوا خيرا.
قلت : ومن أنتم؟ فقال رجل خفيف اللحم : أنا عمّار بن ياسر ، وهذا خزيمة ابن ثابت وهذا أبو أيوب الأنصاري وهذا الحسن بن عليّ.
قال : وإذا ستة من اصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم سابعهم الحسن فقلت : يا اصحاب رسول الله شهدتم وغبنا وجئتمونا بأمر عظيم! يضرب بعضكم بعضا!
فقال عمّار : اقصر أو أطل؟ قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا عمّار تقاتل مع عليّ على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله ، وقد سمع هؤلاء فشهدوا له بذلك ، قال : فأقبلت إلى الناس هاهنا وقلت : دعيتم دعوة حقّ فأجيبوها.
قال : فاستوى عليّ قاعدا فقال : صدق هند وصدق عمّار ، والله إنّها لفي ألف