بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أبي القاسم محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.
وبعد ،
فإنّ التشيّع كان وما زال وسيبقى الشرر اللاهب الذي يكوي جباه الطواغيت ويقضّ مضاجعهم ويقلّب جوانبهم على أحرّ من جمر الغضا ، وكان مسيرة الخير والعطاء الثرّ الذي يرفد العالم بالحضارة السامية ، وينادي بالحق والعدالة. ويرفع صوتها الذي حاول الظالمون خنقه عاليا.
لقد صدع رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآله بالرسالة ـ بعد أن انطلق من غيابه في غار حراء ـ وحذر وأنذر ووعد وأوعد ، فلم يصخ لدعوته إلاّ القلّة القليلة من عصبة الحقّ ، التي كان قائدها وإمامها علي بن أبي طالب ، الذي بذل كلّ أيّام عمره الشريف في سبيل المبادئ الحقة التي جاء بها الرسول الكريم عن الله العلي العظيم.
وقد وقفت قريش بغطرستها وجبروتها وبكلّ قواها في وجه الدعوة الجديدة ، محاولة القضاء عليها ، والإبقاء على موروثها الجاهلي.
والحفاظ على سيادتها وسلطتها ، وعدم التنازل عن موقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، وإن كان ذلك على حساب سحق المبادئ واستعباد الحقيقة واضطهاد الشعوب.