الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد ..
إنّ موضوع العصمة هو واحد من المواضيع التي عنيت بها الكتب الكلامية لدى سائر الفرق الإسلامية كواحدة من مفردات العقيدة ، ولكل نظريته في تفسيرها ومنهجه في الاستدلال عليها.
والحديث عن العصمة يقتضي في بادي الأمر تصور من هو المعصوم الذي يُقال بعصمته أوّلاً ومن ثمّ التحقيق في تلكَ النسبة ثانياً.
أمّا من هو المعصوم حقّاً فلا ريب في أنهم ملائكة الله المقربون ورسله وأنبياؤه وأوصياؤهم عليهمالسلام ، ولم تنسب العصمة إلىٰ غير هؤلاء عليهمالسلام وأمّا عن عصمة الإجماع على ماينقل عن بعض اصوليي العامة فليست بشيء من التحقيق لإمكان وقوع الخطأ عقلاً على المجمعين مالم يكن المعصوم فيهم ، نعم عصمة القرآن الكريم مفروغ عنها ولكنها خارجة عن محل البحث هذا ، وأمّا عن التحقيق في تلكَ النسبة فلا شك أنه يرتكز على ثلاث شعب :
الاُولى :
ويعتمد فيها على استجلاء موقف العقل من مفهوم