العصمة ، وهذا الموقف لابدّ وأن يكون مقراً ومذعناً بها إذ لا يمكن أن يأتمن الله على وحيه إلاّ من يؤتمن جانبه من كل قبيح ومن كلّ ما يتنافى معَ الغرض الذي لأجله نزل الوحي بالشريعة ، كالخطأ والسهو والنسيان ونحو ذلكَ مما يتنزه عنه أمناء الله على وحيه ودينه.
الثانية : السمع ، وهو لا شك متحقق بالمقام سواء في آيات القرآن الكريم أو السنة المتواترة ، وقد تضمن هذا البحث طرفاً من تلكَ الأدلة.
الثالثة : معرفة السيرة الذاتية لمن تثبت له العصمة وهذه الشعبة بالذات تعد في الواقع دليلاً معتبراً جداً خصوصاً فيما يتصل بأوصياء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ سجل التأريخ سيرتهم بصفحات من نور ولم يعثر شانؤوهم على سقطة واحدة قط لأي منهم وإلاّ لطاروا بها زرافات ووحداناً ، وأقل ماقيل عنهم عليهمالسلام يوجب القول بعصمتهم.
والكتاب الماثل بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ اعتمد هذه الشعب الثلاث في إثبات العصمة ، وألمّ بأطراف الموضوع ، عرضاً ونقداً وتحليلاً ، وأفلح في تنظيم المنتخبات من الأدلة والبراهين على أرجح الأقوال فيهِ ميسراً على القراء سبيل الوصول إلىٰ مبتغاهم في هذه المفردة العقيدية المهمة.
والله من وراء القصد .. وهو الهادي إلىٰ سواء السبيل
مركز الرسالة