الجازمة ) وهكذا ، والواضع حينما وضع مثل كلمة ( من ) فإنّه لاحظ مادّتها ـ وبهذا الترتيب ـ وهيئتها ـ وبهذا الوزن أي بكسر الميم وتسكين النون ـ ثم جعل مجموع المادّة والهيئة دالا على معنى الابتداء مثلا أو التبعيض.
النوع الثاني : الكلمة المركّبة : وهي الكلمة الموضوعة بوضعين ، وضع لخصوص المادة ووضع آخر للهيئة ، وذلك مثل الأفعال وأسماء الفاعلين وصيغ المبالغة وهكذا ، فإنّ كلمة ( أكل ) مثلا موضوعة بوضعين الأول بلحاظ المادة ـ والتي هي موضوعة بوضع شخصي كما ذكرنا فيما سبق ـ والثاني بلحاظ الهيئة وهي هيئة الفعل الماضي والتي هي موضوعة بوضع نوعي كما ذكرنا.
وتلاحظون أنّ المادة تدلّ على معنى غير الذي تدل عليه الهيئة ، فالمادّة في المثال تدلّ على ازدراد الطعام ، والهيئة تدلّ على صدور الحدث في الزمن الماضي.
النوع الثالث : الهيئة التركيبيّة : والمراد منها الكيفيّة الخاصة الحاصلة عن ربط كلمة بكلمة ، سواء كان هذا الربط متقوّما باسمين ، أو بفعل واسم ، أو بحرف واسم ، أو بحرف وفعل ، والأفعال غير المنضمّة خارجا باسم أو بحرف فهي مركبة أيضا باعتبار تقدير الاسم فيها مثل : ( صلّ ) ، فإنّها هيئة تركيبيّة لأنّها واقعا منضمّة مع اسم ، فصلّ فعل أمر فاعله مقدّر وهو ( أنت ) فكأنّ الجملة كذا ( صلّ أنت ).
وتلاحظون أنّ الهيئة التركيبيّة ليست هي نفس الكلمات المتهيّئة بالهيئة وإنّما هي الارتباط الواقع بين الكلمات ، فلذلك فهي تفيد معنى إضافيّا غير المعاني التي تفيدها الكلمات. فمثلا جملة ( زيد نائم ) مفيدة لثلاثة