التقييد ، فحينما يقال : « أكرم الإنسان العالم » فإنّ مفهوم الإنسان أفاد معنى الطبيعة بما هي ، والعالم أفاد التقييد على نحو تعدد الدال والمدلول.
وهذا بخلاف ما لو قلنا إنّ لفظ الإنسان موضوع للطبيعة المطلقة فإنّ الإطلاق حينئذ مستفاد من نفس لفظ الإنسان ولا نحتاج إلى دالّ آخر لإفادته ، وبه يكون استعمال لفظ الإنسان في خصوص العالم استعمالا مجازيّا لأنّه استعمال في غير ما وضع له لفظ الإنسان ؛ إذ أنّه وضع للطبيعة المطلقة وقد استعمل في الطبيعة المقيّدة بالعالميّة.
ويترتّب على الخلاف فيما هو الدال على الإطلاق ثمرتان :
الثمرة الأولى : وقد أشرنا إليها فيما سبق ونذكرها لمزيد من التوضيح وهي أنّه بناء على أنّ ألفاظ المفاهيم موضوعة للطبايع بما هي فهذا يعني عدم وجود أيّ تجوّز في استعمال اللفظ الدال على الطبيعة في المقيّد بنحو يكون الدالّ على القيد لفظا آخر ، فيكون لفظ المفهوم محتفظا بمعناه وهو الطبيعة بما هي والقيد مستفاد من لفظ آخر على نحو تعدّد الدالّ والمدلول.
وأمّا بناء على أنّ ألفاظ المفاهيم موضوعة للطبايع المطلقة ، فهذا يعني أنّ استعمال ألفاظ المفاهيم وإرادة الطبايع المقيّدة استعمال مجازي إذ أنّه استعمال في غير ما وضعت له ألفاظ المفاهيم.
الثمرة الثانية : لو استعمل لفظ من ألفاظ المفاهيم في قضية من القضايا ولم ندر أنّه استعمل في الطبيعة المطلقة أو في حصة خاصة منها ، فإنّه بناء على القول الأول لا يمكن تحديد ما هو المراد من هذا اللفظ بواسطة