العموم
المراد من العموم هو : الاستيعاب المفاد بالوضع ، فلو قال المتكلّم ( أكرم كل عالم ) فإنّ لفظ كلّ عالم يستوعب كل فرد من أفراد طبيعة العالم ، وهذا الاستيعاب لتمام أفراد الطبيعة استفيد من وضع لفظ كل بإزاء مفهوم الاستيعاب ، فكل مفيدة لاستيعاب مدخولها بواسطة الوضع ، وهذا بخلاف الإطلاق فإنّه وإن كان يفيد الاستيعاب لجميع أفراد الطبيعة إلاّ أنّ الدال على الاستيعاب إنّما هو قرينة الحكمة ، فحينما يقول المتكلّم ( أكرم العالم ) فإنّ لفظ العالم يشمل ويستوعب جميع أفراد طبيعة العالم إلاّ أنّ هذا الاستيعاب والشمول استفيد بواسطة قرينة الحكمة والتي تعني ظهور حال المتكلّم في عدم إرادة القيد الموجب لتضييق دائرة الطبيعة.
فكلّ من الإطلاق والعموم يوجبان انحلال الحكم إلى أحكام بعدد أفراد الطبيعة المجعول لها ذلك الحكم ، إلاّ أنّ ما أوجب الانحلال في الإطلاق هو قرينة الحكمة ، وما أوجب الانحلال في العموم هو الوضع ، فحينما يقول المتكلّم ( أكرم كلّ عالم ) تنحلّ هذه القضية إلى قضايا بعدد أفراد الطبيعة المجعول لها الحكم ، فيكون موضوع كل قضية فرد من أفراد طبيعة العالم ، ويكون محمولها وجوب الإكرام ، وهذا الانحلال استفيد بواسطة وضع لفظ