ممضى من قبل الشارع فإنّ المكلّف قادر على إيجاده بواسطة السبب فيتعقّل النهي عن إيجاده ، فيقال يحرم عليك نكاح المخالفة ، فإنّ نكاح المخالفة يكون صحيحا ، غايته أن يكون مبغوضا للمولى ويكون المكلّف عاصيا بإيجاده.
النهي الإرشادي :
كان الكلام عن أنّ النهي المولوي في العبادات أو في المعاملات هل يقتضي الفساد؟ والبحث في المقام عن أنّ النهي الإرشادي في العبادات أو المعاملات هل يقتضي الفساد أو لا؟
وهو بحث مختلف تماما عن البحث الأوّل لأنّ النهي الإرشادي ليس من سنخ الأحكام التكليفيّة والتي يترتّب على مخالفتها ـ لو كانت إلزاميّة ـ استحقاق الإدانة والعقوبة وإنّما هو نهي يكون الغرض منه الكشف عن حكم وضعي وهو مثلا مانعية متعلّق النهي للمركّب العبادي أو المعاملي أو الكشف عن جزئية أو شرطيّة نقيض متعلّق النهي.
ومثال النهي الكاشف عن مانعيّة متعلّقه للمركب العبادي هو قوله تعالى ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) (١) فإنّ متعلّق النهي في الآية الكريمة هو الإتيان بالصلاة حال السكر وقد كشف النهي عن مانعيّة ذلك لصحّة المركّب العبادي « الصلاة ».
ومثال النهي الكاشف عن مانعيّة متعلّقه للمركب المعاملي ما ورد أنّ
__________________
(١) سورة النساء آية ٤٣.