واستظهار هذا الاحتمال يستوجب تصوير جامع بين الشبهة في الموضوع والشبهة في الحكم ويكون ذلك الجامع صالحا لأن يكون مدلولا للاسم الموصول.
ومن هنا فقد ذكر للجامع تصويران :
التصوير الأوّل للجامع : هو دعوى أنّ مدلول الاسم الموصول هو معنى الشيء ، فيكون الاسم الموصول ـ بناء على هذا التصوير صادقا على التكليف المشكوك والموضوع المشكوك ؛ إذ أنّ كلا منهما مصداق لمعنى الشيء.
الإشكال على هذا التصوير :
هو أنّه يلزم منه الجمع بين إسنادين متباينين في استعمال واحد ، وهو في الاستحالة كاستعمال لفظ واحد في معنيين متباينين ، فكما أنّ الثاني يلزم منه اجتماع لحاظين متباينين على ملحوظ واحد كذلك الأوّل.
وبيان ذلك :
إنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « رفع ما لا يعلمون » أسند الرفع فيه للاسم الموصول ، فهنا مسند ومسند إليه ، فالمسند هو الفعل المبني للمفعول « المجهول » والمسند إليه هو الاسم الموصول ، وأمّا الإسناد فهي نسبة الرفع إلى ما لا يعلمون.
والإسناد تارة يكون حقيقيا وأخرى يكون مجازيا :
أمّا الإسناد الحقيقي : فهو ما كان المسند فيه منتسبا إلى المسند إليه حقيقة أي بلا واسطة مصححة للإسناد والانتساب ، كإسناد الفعل المبنى للفاعل إلى من صدر عنه الفعل حقيقة أو إسناد الفعل المبني للمفعول إلى من وقع عليه الفعل حقيقة.