الطيب ، والتربية الحسنة متأدبة في مشيتها ، غاضة من طرفها ، غير مبدية زينتها ، ولا متكسرة ، ولا متثنية في خطواتها ، ولا لافتة اليها أنظار الجهلة والمستهترين. وليس الأمر بان تلازم المرأة دارها خاصاً بالإسلام ، كما يتوهم أو يظن البعض ، فقد جاء في رسالة بولس (١) إلى طيطس (٢) في موضوع كلام عن النساء قال يجب عليهن بان يكن متعقلات ، ملازمات لبيوتهن ، خاضعات لرجالهن.
وقال مخاطباً ( ثيموثاوس ) : لست آذن للمرأة ان تتعلم ، ولا تتسلط على الرجل ، تكون في سكون دائم ، لأن آدم جبل أولاً ثم حواء.
نحن نرى أعداء الدين وأصحاب الأهواء قد انكروا على الإسلام قيام (٣) الرجل على المرأة ، وراحوا ينفخون في أبواق الفتنة قد اتخذوا من الآيات الكريمة مادة للطعن بعدما فسروها على العكس ، وحسب ما يريدون ويفندون.
ان القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ورسوله ولا يفهم معناه إلا الراسخون في العلم ، فتبصروا يا أولي الألباب.
قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا
__________________
(١) بولس الرسول هو أحد تلامذة السيد المسيح عليهالسلام ومن الحواريين.
(٢) طيطس هو أحد المخلصين الذين ساعدوا السيد المسيح على نشر الكتاب المقدس.
(٣) القيام : بمعنى المحافظة والاصلاح كما عن تاج العروس للزبيدي.