إن مسألة الوأد جديرة بأن نوليها الاهتمام ، فهي نقطة هامة في الحياة الاجتماعية.
هذه العادة القبيحة ، اللإنسانية ، كانت واسعة الانتشار في أيام الجاهلية ، في الجزيرة العربية عند أهل البادية في الصحراء وفي المدن المتحضرة.
يقول الدكتور جواد علي : وقد اختلف في هذا القول ، فقال لين پول ـ Laine Poole ـ انها كانت عادة سيئة ، ولكنها كانت نادرة الحدوث في الصحراء. ولكن الميداني يقول : إن عادة وأد البنات ، كانت متبعة عند قبائل العرب قاطبة ، وظلت هذه العادة جارية ومتبعة عند جميع قبائل العربية حتى جاء الاسلام فأبطلها وحرَّمها.
ولقد اختلفت مذاهب القبائل العربية في مسألة الوأد ، والنظر اليها ، فمنهم من كان يئد البنات ، غيرة على العرض ، ومخافة من لحوق العار لأنهم أهل سطو وغزو ، وكانت تساق الذراري مع الغنائم ، ويؤخذ السبي فتكون بناتهم عند الأعداء ، وهذا منتهى الذل والعار ، وكانت بنو تميم ـ وكندة من أشهر القبائل ، التي تئد بناتها خوفاً لمزيد الغيرة.
ولعل السبب في ذلك راجع إلى تلك القصة ، التي يرويها التاريخ ، وهي أن بني تميم ، منعوا الملك النعمان ضريبة الأتاوة التي كانت عليهم ، فجرد عليهم النعمان أخاه الريان مع ( دوسرا ) إحدى كتائبه وكان أكثر رجالها من بني بكر بن وائل ، فاستاق النعمان سبي ذراريهم. فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر ، وكلموه في الذراري ، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها ردت إليه، فشكروا له هذا الصنيع.
وكانت من بين النساء بنت قيس بن عاصم فاختارت سابيها على زوجها