الزرقاء بنت عدي
هذه المرأة من المسلمات الأول اللواتي لا يعرفن التملق والحيل والخداع ، كانت من ربات الفصاحة والبلاغة والعقل والرأي ، ناصرت علي بن ابي طالب (ع) يوم صفين (١) ولما تم الأمر لمعاوية قال لأصحابه : ايكم يحفظ كلام الزرقاء ؟
فقال القوم : كلنا نحفظه يا امير المؤمنين. قال : فما تشيرون عليَّ فيها ؟ قالوا : نشير عليك بقتلها. قال بئس ما اشرتم عليَّ به ... ايحسن بمثلي ان يتحدث الناس اني قتلت امرأة بعدما ملكت ، ثم دعا كاتبه ، فكتب الى عامله بالكوفة ان اوفد اليَّ الزرقاء بنت عدي.
فلما قدمت على معاوية قال لها : مرحباً واهلاً ، هل تعلمين لما بعثت اليك ؟ قالت : سبحان الله أنى لي بعلم ما لم أعلم ، وهل يعلم ما في القلوب إلا الله. قال : بعثت اليك ان اسألك ؟
« الست راكبة الجمل الأحمر يوم ( صفين ) بين الصفين ، توقدين الحرب
__________________
(١) صفين : موضع بقرب الرقة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس.