ام البراء بنت صفوان بن هلال
ما اعظم الاسلام ، وما أجل قدره ، لقد بعث في قلوب المسلمين الجرأة والاقدام ، والتفاني في سبيل الله وعدم الاكتراث بأي تهديد او وعيد ، حتى لترى المرأة المسلمة الصالحة ليثا هصورا ، اتخذت من الايمان والعقيدة سلاحاً ماضياً ينحط عنده كل سلاح.
« وأم البراء ، شاعرة ذات لسان فصيح ، ومنطق مبين ، وهي ممن دخلن على معاوية بن ابي سفيان ، فأستأذنت عليه فاذن لها ، فدخلت في ثلاثة دروع ، تسحبها ، قد كارت على رأسها كوراً ، كهئية المنسف فسلمت ثم جلست. فقال : كيف حالك يا بنت صفوان ؟
قالت : بخير يا امير ، ضعفت بعد جلد ، وكسلت بعد نشاط.
قال : سيان بينك اليوم وحين تقولين :
يا عمرو دونك صارماً ذا رونق |
|
عضب المهزة ليس بالخوار |
اسرج جوادك مسرعاً ومشمراً |
|
للحرب غير معرد لفرار |
اجب الامام ودب تحت لوائه |
|
وافر العدو بصارم بتار |
يا ليتني اصبحت ليس بعورة |
|
فاذب عنه عساكر الفجار |
قالت : قد كان ذلك يا امير ، ومثلك عفا والله تعالى يقول عفا الله عما سلف.