في محيط المرأة ـ باب المساواة
يقول محمد العشماوي (١) لقد قرأت كلاماً القي في شعبة هيئة الامم جاء منه :
« أن المرأة الشرقية ما تزال محجوراً عليها ، وان هناك فوارق وفواصل بينها وبين الرجال ، وإن مردَّ ذلك الى الدين الإسلامي ، ووقوفه عقبة في سبيل نهوض المرأة ومساواتها بالرجل ... الخ ».
حقاً لقد مرَّت بالأمة الإسلامية فترات من الظلام ، أصاب المرأة فيها جانب من الحيف والإخضاع ، ولكن ذلك شذوذ اجتماعي وحيف من قبل القادة والحكام ، يعرض لكثير من الامم في بعض عصورها لعوامل طارئة ولا يلبث أن يزول.
فمن الحق عليَّ أن أجهر بأن الإسلام أول من مكّن المرأة في المجتمع الإنساني ، فليس بمجهول أن المرأة حين بزوغ نور الإسلام كانت في حضيض الذلة والانحطاط. ينكر عليها حق التوريث ، ويؤبى عليها أن تشترك في أي نظام من نظم المجتمع.
فأعلن الاسلام مساواتها بالرجل ، إذ رسم لها فروضاً واحدة في العبادات والمعاملات ، وجعلها بمنزلة واحدة في الحقوق والواجبات.
نري القرآن يخاطب المرأة والرجل على حدٍ سواء ، في شؤون العاجلة
__________________
(١) عن مجلة الأزهر ـ الجزء الخامس ـ المجلد التاسع عشر ـ ص ٤٢٨ ـ ٤٢٩.