إن الدين الإسلامي حافظ على القيم الأَخلاقية ، بجميع صفاتها ، فلم يدع مزية حسنة ، إلا حرَّض الإنسان عليها وحثه على اتباعها.
إن الأخبار الواردة في الحجاب ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الأطهار متواترة وكثيرة لا يمكن استيعابها في هذا الفصل القصير.
لكن لابد لنا ونحن نكتب من ذكر بعضها ، على سبيل المثال ، او الشاهد ليتضح مدى اهتمام الشريعة الاسلامية السمحاء بالحجاب للمحافظة على القيم الأخلاقية السامية.
في كتاب الوسائل (١) عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله يريد فاطمة ، وأنا معه. فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه ، فدفعه ، ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة عليهاالسلام : وعليك السلام يا رسول الله ، قال : أأدخل ؟ قالت ليس عليَّ قناع ... فقال : يا فاطمة خذي فضل ملحفتك ، فقنعي به رأسك ... ففعلت.
وفي كتاب مستمسك العروة الوثقى (٢) عن جماعة ، مستندين في ذلك الى صحيح الفضيل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الذراعين من المرأة. هل هما من الزينة التي قال الله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ) ؟.
قال : نعم ، وما دون الخمار من الزينة ، وما دون السوارين.
__________________
(١) وسائل الشيعة ـ للحر العاملي ـ ج ٧ ـ ص ١٥٨.
(٢) مستمسك العروة الوثقى ـ السيد محسن الطباطبائي الحكيم ـ ج ١٢ ـ ص ٢١.