لقد احسن الشاعر الازري إلى المرأة وأدرك الحقيقة ونطق بالصواب ، حيث ان الحجاب لم يمنع المرأة من إرتشاف العلم والمعرفة ، وكان نصير الحق على عكس ما قاله : عدو المرأة أبو العلاء المعري في شعره ، حيث انه يريد للمرأة ، ان تبقى متخبطة في دياجير الجهل.
قال أبو العلاء المعري :
علموهن الغزل والنسج والرون |
|
وخلوا كتابة وقراءة |
فصلاة الفتاة بالحمد والاخلاص |
|
تغني عن يونس وبراءة |
لقد تعصب أبو العلاء المعري وجار بحكمه على المرأة ، وغاب عن فكرة ان الفتاة المتعلمة ، تزهو بحسن اخلاقها ، وتهذيبها ، وتستغنى بعلمها وثقافتها ، عن أرفع الجواهر ولو أن ملبسها بسيطاً من القماش كما قيل :
زيني النفس بعلم |
|
وعفاف وأدب |
ولتكن هذه الدرار |
|
ي عقد زينات العرب |
فجمال الجسم يغني |
|
مثلما تغني الزهور |
وجمال النفس يبقى |
|
زاهراً مر الدهور |
الفتاة المتعلمة ، تسمو بعلمها وأدبها ، وان كان ملبسها بسيطاً كما قالت عائشة التيمورية :
ان العلوم لاصل الفخر جوهرة |
|
يسمو بها قدر الوضيع ويشرف |
فوجودها في درج مهجة فاضل |
|
من حازها بين الأنام مشرف |