في ذكر نوح وهود وصالح
وفيه : خمسة أحاديث
إنّ الله سبحانه وتعالى لم يذكر في كتابه المجيد لأحد منهم آية سوى آية الناقة لصالح ، فإنّه تعالى جعلها له آية ، وذكرها في كتابه العزيز فقال عزّ من قائل : ( هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً (١) ) فأمّا الطوفان ، والريح ، وإهلاك قوم منهم بسبب آية تخالف العادة ، وأنّه تعالى كان عذَّبهم بالماء والريح ، وأفناهم وقطع دابرهم ، وأبادهم ، وجعلهم عبرة لمن عقل ، وعظة لمن تدبّر ، وحديثاً لمن تذكّر ، على وجه يخرق العادة ، ثمّ لم يجعل ذلك لنبيّنا (ص) ، ولا لأحد من أوصيائه ، لأنّه سبحانه وتعالى جعله (ص) نبيّ الرحمة كما قال عزّ اسمه : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (٢) .
وكان (ص) أحسن الأنبياء خلقاً ، وأكرمهم سجية ، وأعلاهم فضلاً .
١٢٤ / ١ ـ وقد قال (ص) من كرمه الفائض وخلقه الجميل : «لكلّ
___________________
(١) سورة الأعراف / الآية : ٧٣ .
(٢) سورة الأنبياء / الآية : ١٠٧ .
١ ـ الخصال ١ : ٢٩ / ١٠٣