في بيان آيات كليم الله موسى
وفيه : ثلاثة عشر حديثاً
أوّل آية قد أظهرها الله لموسى عليه السلام ، أنّه خلق في بطن أمّه بحيث لم يعرف أحد بأنّها حامل ، وستر عن جميع الخلق ، حفظاً له عليه السلام ، لأنّ فرعون كان يطلبه ، ويشق في طلبه بطون الحبالى ، لمّا قيل له أنّ زوال ملكه يكون على يد مولود يكون من شأنه كذا وكذا ، فصنع الله تعالى له عليه السلام بذلك ما خفي على الناس أمره .
وقد فعل الله تبارك وتعالى ما يضاهي ذلك لمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه ، حين طلب بنو العبّاس أثره ، وراقبوا أمر أبيه ، لمّا سمعوا أن زوال ملكهم يكون على يد ولد الحسين بن عليّ عليه السلام ، فأخفى الله تعالى أمره ، حتّى لم يعرف أهله بأن أمّه حامل ، حتّى أن حكيمة عليها السلام قالت حين قال لها أبو محمّد عليه السلام : «الليلة يولد حجّة الله من نرجس» قالت : وما نرى بها أثر حبل ؟! فقال : «سيظهر لك وقت الصبح» .
ثمّ لمّا وضع صنع الله تعالى له ما يبهت العقول ، حتّى خفي على الناس أمره .
وأمّا موسى عليه السلام فقد أعطاه الله
تبارك وتعالى آيات كثيرة