في بيان ظهور آياتها مع القدر والنار
وفيه : حديث واحد
٢٥٠ / ١ ـ عن حمّاد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، عن أنس ، قال : سألني الحجّاج بن يوسف عن حديث عائشة ، وحديث القدر التي رأت فاطمة بنت رسول الله (ص) وهي تحركها بيدها ، قلت : نعم ، أصلح الله الأمير ، دخلت عائشة على فاطمة عليها السلام وهي تعمل للحسن والحسين عليهما السلام حريرة بدقيق ولبن وشحم ، في قدر ، والقدر على النار يغلي (وفاطمة صلوات الله عليها) (١) تحرك ما في القدر بإصبعها ، والقدر على النار يبقبق (٢) ، فخرجت عائشة فزعة مذعورة ، حتّى دخلت على أبيها ، فقالت : يا أبه ، إنّي رأيت من فاطمة الزهراء أمراً عجيباً ، رأيتها وهي تعمل في القدر ، والقدر على النار يغلي ، وهي تحرك ما في القدر بيدها ! فقال لها : يا بنية ، اكتمي ، فإنّ هذا أمر عظيم .
فبلغ رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم ، فصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «إنّ الناس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنار ، والذي بعثني بالرسالة واصطفاني بالنبوة ، لقد حرّم الله تعالى النار على لحم
___________________
(١) في راء وهي .
(٢) البقبقة : حكاية صوت القدر في غليانه «تاج العروس ـ بق ـ ٦ : ٢٩٧» .