في بيان ظهور آياته في استلانة الغل من الحديد في يده
وفيه : حديث واحد
٢٩٣ / ١ ـ عن ابن شهاب الزهريّ ، قال : شهدت عليّ بن الحسين صلوات الله عليه يوم جهز إلى عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله (١) حديداً ، ووكّل به حفَّاظاً في عدة وجمع ، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له ، فأذنوا لي ، فدخلت عليه وهو في قبّة والأقياد في رجليه ، والغل في يديه ، فبكيت وقلت : وددت أنني مكانك ، وأنت سالم . فقال : «يا زهريّ ، أو تظن [ أنّ ] هذا ممّا ترى عليَّ وفي عنقي يحزنني ؟! أما لو شئت ما كان ، فإنّه إن بلغ منك ومن أمثالك ليذكر القبر» .
ثمّ أخرج يده من الغل ، ورجليه من القيد ، وقال : «يا زهريّ ، لاجزت (٢) معهم على ذا منزلين من المدينة» .
فما لبثنا إلّا أربع ليال حتّى قدم الموكّلون به يطلبونه بالمدينة ، فما وجدوه ، وكنت فيمن سألهم عنه ، فقال لي بعضهم : إنّا لنراه
___________________
١ ـ حلية الأولياء ٣ : ١٣٥ ، مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٣٢ ، كشف الغمة ٢ : ٢٨٨ ، عنه في مدينة المعاجز : ٣٠٨ / ٤٤ .
(١) في ش ، ص ، ع : فأوثقه .
(٢) في هامش ص : لا ذهبت .