متقنا للحديث والتاريخ وماهرا في الخط والكتابة ، جميل الخط ولا سيّما النسخ وعند ما انتشرت خطوطه ذاع صيتها في كل مكان.
وقد تربّى في حلقة درس كمال الدين عدد من العلماء والأدباء والمحدّثين ، منهم : ابنه عبد الرحمن ، وابن مسدي الأندلسي ـ حيث كان يدرس عند كمال الدين حينما كان مقيما في الحجاز ـ وابن حاجب جمال الدين عثمان ، وعبد الرحمن الدمياطي.
كان قد سافر كمال الدين الى بيت المقدس ودمشق ، والتقى بشخصيات وعلماء تلك الديار وتباحث معهم وقفل راجعا كما ألّف في ( ٦١٠ ه ) كتاب الدراري في ذكرى الذراري ، وهو في الثانية والعشرين من عمره واهداه الى الملك الظاهر حاكم حلب بمناسبة ولادة ابنه عزيز ، وبدأ التدريس في مدرسة سادبخت التي كانت من المدارس المهمّة في حلب وهو في الثامنة والعشرين من عمره ، وقد أصبح تمكنه في العلوم ومقدرته على التدريس موضع اعجاب وتقدير.
تولّى منصب قاضي القضاة في حلب لمدّة ، ومدرسة كبيرة حوالي ٦٣٩ ه وكانت لابن العديم مكانة مرموقة لدى الملوك والامراء والخلفاء في عصرة.
من أسباب سمو مكانة ابن العديم آثاره وتحقيقاته الواسعة في مختلف الموضوعات العلمية والأدبية والفقهية والكلامية والتاريخيّة ، واستقبال الناس لكتابيه المعروفين آنذاك وفيما بعد حول تاريخ حلب ، حيث أنّ جلّ المؤرخين المعاصرين له والقرون التالية أفادوا منهما.
وأما آثاره وما طبع منها فهي :
بغية الطلب في تاريخ حلب ، في ثلاثين مجلدا ( اليافعي : ٤ / ١٥٩ ) أو ٤٠ مجلدا ( ابن كثير : ١٣ / ٢٣٦ ) أو عشر مجلدات موجودة في استانبول ، وهو أول تأليف في تاريخ حلب ( كشف الظنون : ١ / ٢٩١ ) حيث كتبه بترتيب حروف المعجم ويشتمل على تراجم العلماء والحكام والبلاد والناس ومواضيع أخرى جغرافية وسياسية وعلمية ودينية حول حلب ، وقد طبع