المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب ، قالا : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الابريّ ، قالت : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي الزينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا [ ٦٩ ـ ب ] القرشي ، قال : أخبرني العباس ابن هشام بن محمّد الكوفي ، عن أبيه ، عن جدّه قال :
كان رجل من بني أبان ابن دارم يقال له : زرعة ، شهد قتل الحسين ـ رضياللهعنه ـ ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه ، فجعل يلتقي الدم ثمّ يقول هكذا إلى السماء فيرمي به ، وذلك أنّ الحسين ـ رضياللهعنه ـ دعا بماء ليشرب ، فلمّا رماه حال بينه وبين الماء فقال : اللهم ظمّئه!
قال : فحدّثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحرّ في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج ومن خلفه الكانون وهو يقول : اسقوني أهلكني العطش ، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم.
قال : فيشربه ثمّ يعود فيقول : اسقوني أهلكني العطش!
قال : فانقد بطنه كانقداد البعير.
[١٢٧] ـ أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز القاص بالموصل ، قال : أخبرنا الرئيس أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن
__________________
الحديث مختصرا ، وسمّى الرامي عبد الرحمن الأزدي وقال : فقال الحسين ( اللهم اقتله عطشا ، ولا تغفر له أبدا ).
قال القاسم بن الأصبغ : لقد رأيتني عند ذلك الرجل وهو يصيح : العطش! والماء يبرد له فيه السكر ، والاعساس فيها اللبن ، وهو يقول : ويلكم! اسقوني قد قتلني العطش! فيعطى القلة والعس ، فإذا نزعه من فيه يصيح : اسقوني ، وما زال حتى انقد بطنه ومات أشرّ ميتة!
وفي مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٣ : عن الكلبي قال : رمى رجل الحسين وهو يشرب فشل شدقيه فقال : لا أرواك الله فشرب حتى تفطر ، ثم قال : رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات.