زرعة بن شريك التميمي بالسيف ، واتّقاه الحسين بيده ، فأسرع السيف في يده ، وحمل عليه سنان بن أوس النخعي فطعنه ، فسقط.
ونزل إليه خولي بن زيد الأصبحي ليحزّ رأسه فأرعدت يداه ، فنزل أخوه سبل بن يزيد فاحتزّ رأسه ، فدفعه إلى أخيه خولي.
ثمّ مال الناس على ذلك الورس الذي كان أخذه من العير ، وإلى ما في المضارب ، فانتبهوه.
يعني بذلك أنّ الحسين ـ عليهالسلام ـ لما فصل من مكة سائرا ووصل إلى التنعيم (١) ، لحق عيرا مقبلة من اليمن عليها ورس وحناء ينطلق به إلى يزيد بن معاوية فأخذها وما عليها (٢).
عدنا إلى الحديث :
قالوا : ولم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه عليّ الأصغر ـ وقد كان راهق ـ والاّ عمر ـ وقد كان بلغ أربع سنين ـ ولم يسلم من أصحابه إلاّ رجلان :
أحدهما : المرقع بن ثمامة الأسدي ، بعث به عمر بن سعد إلى ابن زياد ، فسيّره إلى الربذة (٣) ، والآخر : مولى الرباب أمّ سكينة ، أخذوه بعد قتل الحسين ، فأرادوا ضرب
__________________
(١) التنعيم : موضع قريب من مكة في الحلّ على فرسخين منها ، وهي فعلا محلّ ميقات العمرة المفردة.
(٢) لم توجد هذه العبارة ( يعني بذلك ان الحسين ... فأخذها وما عليها ) في المطبوعة من الأخبار الطوال وانما ذكرها الدينوري في مقام آخر من كتابه : ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ بلفظ أطول من هذا.
وفيها تأمّل جدّا! اذ هي خلاف ما ثبت من سيرته عليهالسلام والصحيح ما ذكره الشيخ المفيد قدسسره في الارشاد في بيان ما وقع في مسيره عليهالسلام من مكة الى العراق ، قال : وسار حتّى أتى التنعيم ، فلقي عيرا قد أقبلت من اليمن ، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه ، وقال لأصحابها : من أحبّ أن ينطلق معنا الى العراق وفيناه كراءه وأحسّنا صحبته ومن أحبّ أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراء على قدر ما قطع من الطريق.
فمضى معه قوم وامتنع آخرون ، الارشاد : ٢ / ٦٨.
فعلى هذا كان المأخوذ جمالا على نحو الاستيجار لا شيئا آخر كما ذكره المؤلف.
(٣) الربذة ـ بفتح أوّله وثانيه : من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد ملّة ، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري ـ رضياللهعنه ـ واسمه جندب بن جناده ، وكان قد