قال : فرقا الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم.
ثم قال له رسول الله : افتح فاك ، ثم قبّله ، ثم قال : اللهم أحبّه فإنّي أحبّه.
قال أبو عمر (١) ـ رحمهالله ـ روى الحسين بن علي عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قوله : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
هكذا حدّث به العمري عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، وقد ذكرنا الاختلاف في اسناد هذا الحديث في كتاب التمهيد لحديث رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الموطأ.
وروى إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي ، عن حسين بن علي ، عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حديثا في ابن صائد :
« اختلفتم وأنا بين أظهركم فلأنتم بعدي أشدّ اختلافا (٢) ». [ ٣٩ ـ ألف ].
[٣٤] ـ أنبأنا أبو نصر محمّد بن هبة الله قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال :
الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو عبد الله سبط رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وريحانته من الدنيا.
حدّث عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وعن أبيه.
__________________
(١) الاستيعاب : ١ / ٣٩٨.
(٢) الاستيعاب : ١ / ٣٩٨ ، ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة : ص ١٣٢.
والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٩٠٩ أخرج حديثا بطريقه عن عقيل بن شهاب عن سنان بن أبي سنان ، عن حسين بن علي رضياللهعنه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خبأ لابن صائد دخانا سأله عمّا خبأ له؟ فقال دخ ، فقال : « اخسأ فلن تعدو أجلك ».
فلما ولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال القوم : ما ذا قال؟ قال : بعضهم دخ ، وقال بعضهم بل زح ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
« هذا وأنتم معي تختلفون ، فأنتم بعدي أشدّ اختلافا! ».
(٣٤) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من تاريخ مدينة دمشق للحافظ بن عساكر ـ تحقيق الشيخ المحمودي ـ : ٥ ، وهذا الكلام هو مبدأ ترجمة الإمام عليهالسلام من تاريخ دمشق.