والفرس في تلك العصور ، وكان اليهود يتعاونون مع أحد الطرفين.
من هنا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ان من الحكمة بل ومن الضرورة بمكان أن يطفئ شرارة الخطر هذه إلى الأبد.
وكانت هذه الفرصة أفضل الفرص لهذا العمل ، لأنّ بال النبيّ كان قد فرغ من ناحية الجنوب ( أي قريش ) بعد صلح الحديبية ، وكان يعلم أنه لو أقدم على عمل ضد اليهود لم تمتد يد من جانب قريش لمساعدتهم ، ولكي يمنع من وصول أيّة مساعدات وامدادات لهم من ناحية قبائل الشمال مثل « غطفان » الذين كانوا أصدقاء ليهود خيبر والمتعاونين معهم في معركة « الأحزاب » نفذ رسول الله صلىاللهعليهوآله خطة سيأتي تفصيلها مستقبلا.
لهذه الاسباب والعوامل والاعتبارات أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله المسلمين بالتهيّؤ لغزو خيبر آخر مركز من مراكز اليهود في الجزيرة العربية. وقال :
« لا تخرجوا معي إلاّ راغبين في الجهاد أما الغنيمة فلا ».
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله استخلف على المدينة « نميلة بن عبد الله الليثي » ، ودفع راية بيضاء الى « عليّ بن أبي طالب » عليهالسلام وأمر بالتوجه إلى خيبر ، ولكي تسرع الابل في سيرها اذن لعامر بن الاكوع أن يحدو بالابل لان الابل تستحثّ بالحداء ، فأخذ يرتجز قائلا :
والله لو لا الله ما اهتدينا |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا |
إنّا إذا قوم بغوا علينا |
|
وإن أرادوا فتنة أبينا |
فأنزلن سكينة علينا |
|
وثبت الأقدام إن لاقينا |
وقد عكست هذه الأبيات الجميلة جانبا من هدف هذه الغزوة ، فهي تفيد أن اليهود ظلمونا ، وأشعلوا نيران الفتنة وقد خرجنا لاطفائها ، وتحملنا في سبيل ذلك عناء هذا السفر.
ولقد سرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بمضامين هذه الابيات فدعا لابن الاكوع ، وقال : « يرحمك الله » وقد استشهد ابن الاكوع هذا في هذه الغزوة.