|
٢٨ تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة |
لم يكن قد مضى على هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة عدة أشهر إلاّ وبدأت نغمة معارضة اليهود للنبيّ صلىاللهعليهوآله تظهر شيئا فشيئا!!
وفي الشهر السابغ عشر من الهجرة بالضبط (١) أمر الله تعالى نبيّه صلىاللهعليهوآله بالأمر المؤكّد القاطع بأن يتحول إلى الكعبة ويتخذها من الآن فصاعدا قبلة له وللمسلمين كافة ، فيتوجهون الى المسجد الحرام في أوقات الصلوات.
هذا هو مجمل القصة ، وإليك بيانها على وجه التفصيل.
صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة عشر عاما كاملة في مكة نحو بيت المقدس.
وبعد الهجرة الى المدينة كان الأمر الإلهيّ له هو أن يبقى على الحالة من حيث القبلة ، أي بأن يصلي الى بيت المقدس ، كما كان يفعل في مكة.
وقد كان هذا الاجراء نوعا من المحاولة لاقامة التعاون والتقارب بين الدينين
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٤١ و ٢٤٢ ، إعلام الورى باعلام الهدى : ص ٧١ و ٧٢. ويقول ابن هشام في السيرة النبوية : ان القبلة صرفت عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة ( السيرة النبوية : ج ١ ص ٦٠٦ ) ويرى ابن الاثير أن ذلك حدث في منتصف شهر شعبان ( الكامل : ج ٢ ص ٨٠ ).