الحديث :
١ ـ عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « أما بعد ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه » ـ إلى ان قال ـ : « هو لباس التقوىٰ ، ودرع الله الحصينة ، وجنّته الوثيقة ، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذُلّ ، وشمله البلاء . . . » (١) .
وهكذا نجد أن النصوص الإسلامية طافحة في الحثّ على الجهاد ، وعدم القعود والتقاعس ، بل ان بعض النصوص تؤكّد أنّه يجب أن يدافع الإنسان بكلّ قوته عن ماله وأهله (٢) . فضلاً عن عرضه ووطنه وعزّته .
فالإسلام ليس أفيون الشعوب ، بل نراه يحثّ على الثورة والمجاهدة ، ففي نظر الإسلام أنّ الإنسان إذا تسلط على الغير بالقوة ، وفرض سيطرته على الآخرين بالقهر ، فذلك هو « الطاغوت » الذي لا بدّ من إشعال الثورة ضده ، حتّى يتم تحطيمه وأسقاطه ، فالطاغوت هو من يطغى بنفسه مستكبراً على سنّة ربِّه ، ويريد هو وحفنة من أمثاله أن يفرضوا علىٰ الناس طاعتهم ، ويسلّموا مصيرهم إليهم . فعندما يكون في المجتمع شخص أو فئة من هذا القبيل فالإسلام يأمر أتباعهُ حينئذٍ بمحاربته ومقاومته بكلّ ما أُوتوا من قوة ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (٣) . وقال تعالى : ( فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) (٤) .
________________________
١) المصدر السابق ١٥ : ١٤ .
٢) الوسائل / الحر العاملي ١٥ : ١٤١ .
٣) سورة النحل : ١٦ / ٣٦ .
٤) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٦ .