مقدِّمة المركز
ماذا يقرأ شبابنا اليوم ؟
أو ماذا يمكنه أن يقرأ ؟
ما الذي توفَّر بين يديه من المقروءات التي يجد فيها نفسه المخاطَب الأول . . المقروءات التي تعيش مثل همومه وتطرق أبواب الفكر بمثل ما يطرقه هو ، وتبحث عن الجواب بأدواته التي يعرفها ويستسيغها ويأنس إليها . . ماذا يجد شبابنا وناشئتنا اليوم من هذا النمط من المقروءات ؟
بالرغم من تعدّد مراكز الأبحاث ودور النشر وتنامي سوق الكتاب وتعدّد أطياف المجلات والدوريات ، إلّا أن الناشئة والشباب الذين هم الأكثر عدداً والأخطر أثراً في حاضرنا ومستقبلنا الاجتماعي والثقافي هم الأقل حظّاً إن كان لهم حظّ من هذا النتاج الواسع . . هذه الشريحة المهمة والواسعة التي نستهدفها دائماً في خطاباتنا الحماسية ، ما زلنا نهمل حقّها الثابت في خطاب علمي موجّه ومدروس ، يكتشف فيه الناشئة والشباب أنفسهم ، ويحسنوا إدراك ذواتهم ، وينفتحوا على أبواب المعارف ليطلّوا على العالم وعلى الحياة بوعي مناسب ومعرفة جديرة بتحقيق ما يطمحون إليه من تقدّم فكري وثقافي وعلمي ، سيعطي بدوره صورة المجتمع المستقبلية .
وفي عالمنا اليوم حيث التسابق العلمي
الحثيث ، وحيث تشتدّ زحمة الأفكار والثقافات الوافدة عبر أدوات الاتصال الحديثة التي تيسّرت في البيوت والمجامع العلمية ، أصبحت المسؤولية أكبر ، وأصبح الدور أكثر خطورة لتعميم أدوات الوعي السليم ، وإيصال مفاتح الثقافة السليمة إلى أيدي الناشئة والشباب وهم يواجهون