كان يؤثر بني عدي على كلّ الناس ، وإنّي أؤثر والله بني أميّة على سواهم ... » كما في أمالي المفيد (٧٠).
وفي شرح النهج ( ج ٦ ؛ ٢١ ) روى الزبير بن بكار ، قال : روى محمّد بن إسحاق أنّ أبا بكر لمّا بويع افتخرت تيم بن مرّة ، قال : وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّا عليهالسلام هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال الفضل بن العبّاس : « يا معشر قريش ، وخصوصا يا بني تيم ، إنّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة ، ونحن أهلها دونكم ». وانظر الموفقيات (٥٨٠).
وفي شرح النهج أيضا ( ج ٦ ؛ ١٨ ) قال ابن أبي الحديد : والذي ثبت عندي أنّ أوّل من بايعه عمر.
وفي الشرح أيضا ( ج ٦ ؛ ١١ ) قال : واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفّان ... فقام عثمان ومن معه ... فبايعوا أبا بكر.
هذه النصوص وغيرها تبيّن أنّ التحزّب التيمي والعدوي والأموي كان وراء غصب عليّ وأهل البيت عليهمالسلام الخلافة ، وهذه حقيقة ثابتة من حقائق التاريخ ، ذكرت تفاصيلها في كلّ كتاب أرّخ بيعة السقيفة الظالمة ، ولذلك عبّر أبو سفيان بشعره عن هذه الأحزاب بقوله يحرّض عليّا عليهالسلام :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم |
|
و لا سيّما تيم بن مرّة أوعدي |
انظر شعره في الموفقيات (٥٧٧) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ١٧ ).
فهؤلاء هم الأحزاب وبقية الأحزاب الّذين قاتلوا النبي والوصي صلوات الله عليهما. وسيأتي مثل هذا المعنى في الطّرفة (٢٤) وأنّ الناكثين والقاسطين والمارقين أيضا من الأحزاب.
وقد ورد ذمّهم والبراءة منهم صريحا في روايات أهل البيت عليهمالسلام ، فمن ذلك ما في الكافي ( ج ٨ ؛ ٣٤٥ ) عن زرارة ، عن أحدهما عليهماالسلام ، قال : أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما كئيبا حزينا ، فقال له عليّ عليهالسلام : مالي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أنّ بني تيم وبني عدي وبني أميّة يصعدون على منبري هذا ،