عليه الأوس والخزرج ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني وتكونون لي جارا حتّى أتلو عليكم كتاب ربّي وثوابكم على الله الجنّة؟ فقالوا : نعم ، خذ لربّك ولنفسك ما شئت ، فقال لهم : موعدكم العقبة في اللّيلة الوسطى من ليالي التشريق ، فحجّوا ورجعوا إلى منى ، وكان فيهم ممّن قد حجّ بشر كثير ، فلمّا كان اليوم الثاني من أيّام التشريق ، قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان اللّيل فاحضروا دار عبد المطلّب على العقبة ، ولا تنبّهوا نائما ، ولينسلّ واحد فواحد ، فجاء سبعون رجلا من الأوس والخزرج فدخلوا الدار ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني وتجيروني حتّى أتلو عليكم كتاب ربّي وثوابكم على الله الجنّة؟ فقال سعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حزام : نعم يا رسول الله ، اشترط لربّك ولنفسك ما شئت ، فقال : أمّا ما أشترط لربّي فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون أنفسكم وتمنعوا أهلي ممّا تمنعون أهاليكم وأولادكم ، فقالوا : وما لنا يا رسول الله؟ فقال : الجنّة في الآخرة ....
وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ٢٦١ ) عن الصادق عليهالسلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : كنت أبايع لرسول الله صلىاللهعليهوآله على العسر واليسر والبسط والكره ، إلى أن كثر الإسلام وكثف ، قال : وأخذ عليهم عليّ عليهالسلام أن يمنعوا محمّدا وذريته صلوات الله عليهم ممّا يمنعون منه أنفسهم وذراريهم ، فأخذتها عليهم ، نجا من نجا وهلك من هلك.
وانظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٤ ) والسقيفة وفدك (٦٩) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ٤٤ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢ ؛ ٢٣٨ ، ٢٣٩ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٩٨ ، ٩٩ ) وتاريخ ابن خلدون ( ج ٢ ؛ ٤١٨ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٣٨ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٢ ؛ ٤٤٢ ) والروض الأنف ( ج ٤ ؛ ٨٢ ).
وزاد ابن هشام في سيرته ( ج ٢ ؛ ٤٥٤ ) المبايعة بشرط : وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول بالحقّ أينما كنّا ، لا نخاف في الله لومة لائم. وهو أيضا في الروض الأنف ( ج ٤ ؛ ١٣٥ ) وأنساب الأشراف ( ج ١ ؛ ٢٩٤ ).
وواضح أنّ عليّا عليهالسلام كان قد بايع لرسول الله صلىاللهعليهوآله على ذلك ووفى به ، ولذلك كان