هو عليهالسلام يأخذ منهم البيعة على ذلك ، نجا من نجا وهلك من هلك منهم.
وقد وفى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ببيعته فلم يفرّ ولم ينكل في حرب ، ولم يترك رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ تركه الثلاثة وغيرهم فلم يفوا بالبيعة ، فلذلك عدّ عليّ نقض شروط هذه البيعة كفرا بالله ، ففي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٩٢ ، ١٩٤ ) روى عكرمة ، قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : لمّا انهزم الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم أحد لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي ، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه ، فرجعت أطلبه فلم أره ، فقلت : ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ليفرّ ، وما رأيته في القتلى ... وحملت على القوم فأفرجوا ، فإذا أنا برسول الله صلىاللهعليهوآله قد وقع مغشيّا عليه ، فنظر إليّ وقال : ما فعل الناس يا عليّ؟ قلت : كفروا يا رسول الله وولّوا الدّبر وأسلموك. ونقل هذا الخبر في كشف اليقين (١٢٨) وفيه : أنّ عليّا عليهالسلام قال : للنبي صلىاللهعليهوآله : نقضوا العهد وولّوا الدّبر.
وفي حديث عمران بن حصين ـ كما في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٩٤ ) ـ قال : لمّا تفرّق الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله جاء عليّ عليهالسلام متقلّدا بسيفه حتّى قام بين يديه ، فرفع صلىاللهعليهوآله رأسه إليه وقال : مالك لم تفرّ مع الناس؟ فقال عليهالسلام : يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي؟!
وكان ممّن ثبت ذلك اليوم أبو دجانة الأنصاري ، ففي الكافي ( ج ٨ ؛ ٣٢٠ ) قال : فلم يزل يقاتل حتّى أثخنته الجراحة ... فلمّا سقط احتمله عليّ عليهالسلام فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتي؟ قال صلىاللهعليهوآله : نعم.
وفي تفسير فرات (٩٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله ما على هذا بايعناك وبايعنا الله ، ولا على هذا خرجنا.
فكان عليّ عليهالسلام قد وفى ببيعته لرسول الله صلىاللهعليهوآله في هذه الوقعة وفي جميع الوقائع. وقد فرّ الشيخان في أماكن شتّى ، وشاركهما عثمان بذلك فيما عدا خيبر ، فقد فرّوا في أحد وحنين ونكل الشيخان في خيبر وغيرها. انظر في فرارهم وجبنهم وعدم وفائهم بالبيعة. تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٤٧ ، ٦٢ ) ودلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٥٥٣ ـ ٥٦١ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٨٣ ، ١٩٢ ـ ١٩٥ ، ١٩٧ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢١٣ ، ٢٢١ ، ٢٢٣ ) وشرح النهج