ويدلّ على هذه البيعة نزول قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١). ففي أمالي الصدوق (٤٢٦) عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : إنّ لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم فيها بارّا مأجورا ، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج ، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال : يا محمّد ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله صلىاللهعليهوآله على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثّنا على قرابته من بعده ، إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه.
وفي الاختصاص (٦٣) عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه أنّه قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) ... قال أبو عبد الله عليهالسلام : فو الله ما وفى بها إلاّ سبعة نفر : سلمان وأبو ذرّ وعمّار والمقداد وجابر بن عبد الله ومولى لرسول الله صلىاللهعليهوآله يقال له شبيب ، وزيد بن أرقم.
وانظر تفسير فرات (٣٩٣) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٢٧٥ ) وأسباب النزول (٢٥١) ومجمع البيان ( ج ٥ ؛ ٢٩ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٤٢ ، ٤٣ ) وقرب الإسناد (٧٨) ومناقب الخوارزمي (١٩٤) وشواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٠٠ ـ ٢٠٢ / الحديثان ٨٣٥ ، ٨٣٦ ) وأمالي الصدوق : ٤٢٦.
وقد أخذ النبي العهد على المسلمين جميعا أن يفوا بالبيعة له ؛ وجدّد عليهم ذلك مرارا قبيل وفاته صلىاللهعليهوآله ، ففي معاني الأخبار (٣٧٢) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أنزل الله تبارك وتعالى : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) (٤) : والله لقد خرج آدم من الدنيا
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الشورى ؛ ٢٣
(٣) الشورى ؛ ٢٣
(٤) البقرة ؛ ٤