مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلائق أجمعين ، أبي القاسم محمّد صلىاللهعليهوآله ، وعلى عترته وآل بيته الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد :
فإنّ أوّل خلاف برز بشكل علنيّ بين المسلمين ، هو ذلك الخلاف الّذي بدأه الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب قبيل وفاة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله والتحاقه برب العالمين ، حين طلب النبيّ صلىاللهعليهوآله من المسلمين أن يأتوه بدواة وقرطاس ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا ، فاعترض عمر بن الخطّاب قائلا : « إن الرّجل ليهجر ، حسبنا كتاب الله » وافترق المسلمون الحاضرون فرقتين ، واحدة تقول بما قال عمر ، وثانية تقول بضرورة تنفيذ ما طلبه النبيّ ، فكثر الاختلاف واللّغط ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : « قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع » ، حتّى قال ابن عباس : « الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله (١) ».
وليس بالخفي أنّ بوادر الخلاف وعدم الانصياع التام لأوامر النبي صلىاللهعليهوآله كانت
__________________
(١) انظر الملل والنحل ( ج ١ ؛ ٢٩ ) وصحيح البخاري ( ج ٦ ؛ ١١ / باب مرض النبي ) وصحيح مسلم ( ج ٣ ؛ ١٢٥٩ / كتاب الوصيّة ـ الحديث ٢١ ، ٢٢ )