موجودة حتّى في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد أرسل صلىاللهعليهوآله خالد بن الوليد إلى بني جذيمة داعيا ولم يبعثه مقاتلا ، فوضع خالد السيف فيهم ؛ انتقاما لعمّه الفاكه بن المغيرة ؛ إذ كانوا قتلوه في الجاهليّة ، فبرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله من صنعه وأرسل عليّا عليهالسلام فودى لهم الدماء والأموال (١) ، كما اعترض عمر على النبيّ صلىاللهعليهوآله في صلح الحديبيّة ، وفي وعده صلىاللهعليهوآله عن ربّه بأن يدخلوا المسجد الحرام (٢) ، وأشار على النبيّ صلىاللهعليهوآله بقتل أسارى بدر وفيهم عمّ النبيّ وبعض أرحامه (٣) ، وأمره النبيّ صلىاللهعليهوآله كما أمر الخليفة الأوّل بقتل الرجل المارق الّذي كان يصلّي فلم يطيعا النبيّ صلىاللهعليهوآله ورجعا عن قتله (٤) ، كما أنهما فرّا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أكثر من مرّة وفي أكثر من زحف (٥) ، وكما أنّهما تخلّفا عن جيش أسامة (٦) ... إلى غير ذلك من مفردات خلاف الشيخين وصحابة آخرين لأوامر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
ولمّا زويت الخلافة عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، تبدّل مسير التاريخ الإسلاميّ ، وأثّر هذا التبدّل على العقائد والفقه والتفسير والحديث وجميع العلوم الإسلاميّة ، حتّى إذا تسلّم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أزمّة الأمور واجهته مشاكل جمّة ، كان من أكبرها التحريفات والتبديلات الّتي أصيب بها الفكر الإسلامي ، والمسار المعوّج
__________________
(١) انظر تاريخ ابن الاثير ( ج ٢ ؛ ٢٥٥ ، ٢٥٦ )
(٢) انظر صحيح البخاري ( ج ٦ ؛ ١٧٠ ) ، صحيح مسلم ( ج ٣ ؛ ١٤١١ ) ، فتح القدير ( ج ٥ ؛ ٥٥ ) وانظر الطرائف ( ج ٢ ؛ ٤٤٠ ، ٤٤١ )
(٣) انظر صحيح مسلم ( ج ٦ ؛ ١٥٧ ) ، شرح النهج ( ج ١٤ ؛ ١٨٣ ) ، السيرة الحلبية ( ج ٢ ؛ ١٩١ )
(٤) انظر مسند أحمد ( ج ٣ ؛ ١٥ ) ، العقد الفريد ( ج ٢ ؛ ٢٤٤ ؛ ٢٤٥ )
(٥) انظر تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٤٧ ) ، كشف الغمة ( ج ١ ؛ ١٩٢ ) ، شرح النهج ( ج ١٥ ؛ ٢٠ ) مغازي الواقدي ( ج ١ ؛ ٢٩٣ ) ، المستدرك للحاكم ( ج ٢ ؛ ٣٧ ) وانظر دلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٥٥٣ ) ونفحات الجبروت للعلاّمة المعاصر الاصطهباناتي / الجلد الأول ـ الدليل الرابع
(٦) انظر السقيفة وفدك ( ٧٤ ، ٧٥ ) ، شرح النهج ( ج ٦ ؛ ٥٢ ) ، وانظر طبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٩٠ ) و ( ج ٤ ؛ ٦٦ ) ، تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ١١٣ ) ، الكامل لابن الاثير ( ج ٢ ؛ ٣١٧ ) ، أنساب الأشراف ( ج ١ ؛ ٤٧٤ ) ، تهذيب تاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٣٩١ ) ، أسد الغابة ( ج ١ ؛ ٦٨ ) ، تاريخ أبي الفداء ( ج ١ ؛ ١٥٦ ) ، النص والاجتهاد (٣١) ، عبد الله بن سبأ ( ج ١ ؛ ٧١ ).