بالإمام منهم ، فإنّه إذا كان كذلك نظر الله إليه ونظر إلى الله ...
وفي بصائر الدرجات : ٥٣ ، بسنده عن جابر ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : لمّا نزلت هذه الآية ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (١) قال : فقال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلّهم أجمعين؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي ، يقومون في الناس ، فيكذّبون ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا ومن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي ، وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم ، وكذّبهم ، فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء.
وفي تفسير فرات (٣٠٦) بسنده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال في خطبة له : أيّها الناس ، إنّه سيكون بعدي قوم يكذبون عليّ ، فلا تقبلوا ... إذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي ... هؤلاء البررة المهتدون المهتدى بهم ، من جاءني بطاعتهم وولايتهم أولجته جنّتي وأبحته كرامتي ، ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته ناري وضاعفت عليه عذابي ، وذلك جزاء الظالمين ... ومثله في معاني الأخبار (١١٣) وعيون أخبار الرضا ( ج ١ ؛ ١٦١ ) وعلل الشرائع (٥٨) وإرشاد القلوب ( ٢٥٣ ـ ٢٥٨ ، ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ) وانظر بحار الأنوار ( ج ٢٧ ؛ ٥١ ـ ٦٣ ) الباب الأول من أبواب ولايتهم وحبّهم وبغضهم عليهمالسلام.
هذا مضافا إلى ما صحّ في خصوص عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وقول النبي صلىاللهعليهوآله فيه : لا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه. كما في نهج الحق (٢٣٢) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٢١ ) وكفاية الطالب (٢٥١) وغيرها من المصادر ، ومضافا إلى أنّ التولّي والتبرّي من أصول وضروريات المذهب الحقّ ، مذهب الإماميّة.
إنّ تقديم النبي صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام على جميع المسلمين ثابت قطعا ولا يشك فيه مسلم ، فقد قرّر هذه الحقيقة رسول الله صلىاللهعليهوآله قولا وعملا ، فإنّه عليهالسلام كان صاحب لوائه صلىاللهعليهوآله والمبلّغ
__________________
(١) الإسراء ؛ ٧١