الّذي رسمته السلطات الانتفاعيّة والانتهازية ، والّذي أدّى إلى شلّ الفكر القويم عند طائفة كبيرة من المسلمين.
لقد أجهدت هذه الحالة الفكريّة المشوّشة إصلاحات الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأخذت منه مأخذا كبيرا ووقتا طويلا ، فأصلح عليهالسلام منها ما أصلحه وبقي قسط آخر منها مرتكزا في نفوس الناس كنتيجة سلبيّة من مخلّفات من سبقه من الرجال ، فلم يتمكّن عليهالسلام من تغييرها خارجا وإن أثبت بطلانها وخطأها على الصعيد الفكري.
روي عن سليم بن قيس ... ثمّ أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصّته وشيعته ، فقال : « قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله متعمّدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسنّته ، ولو حملت الناس على تركها وحوّلتها إلى موضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله لتفرق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي ، أو قليل من شيعتي الّذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم فرددته إلى الموضع الّذي وضعه فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة عليهالسلام ، ورددت صاع رسول الله صلىاللهعليهوآله كما كان ، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلىاللهعليهوآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ... وأعطيت كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعطي بالسويّة ، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء ... وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله وفرضه ... وحرّمت المسح على الخفّين ، وحددت على النبيذ ، وأمرت بإحلال المتعتين ، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ... وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده ممّن كان رسول الله أخرجه ... وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنّة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ... إذن لتفرقوا عنّي والله ، لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة وأعلمتهم أنّ اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض