آل محمّد صلوات الله عليهم ، وعن عليّ عليهالسلام على وجه الخصوص.
ففي الخصال ( ٣٦٥ ـ ٣٨٢ ) بسنده عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : أتى رأس اليهود عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند منصرفه عن وقعة النهروان ... فقال له عليّ عليهالسلام : ... وأمّا الثانية يا أخا اليهود ؛ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمّرني في حياته على جميع أمّته ، وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة بالسمع والطاعة لأمري ، وأمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب ذلك ... وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حلّ عقدة عقدها الله لي ولرسوله في أعناقهم فحلّوها ، وعهد عاهدوا الله ورسوله فنكثوه ... وأمّا الثالثة يا أخا اليهود ؛ فإنّ القائم بعد النبيّ كان يلقاني معتذرا في كلّ أيّامه ويلزم غيره ما ارتكبه من أخذ حقّي ونقض بيعتي ... فلمّا دنت وفاة القائم وانقضت أيّامه صيّر الأمر بعده لصاحبه ... وأخذ منّي ما جعله الله لي ... وقد قبض محمّد صلىاللهعليهوآله وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته ، لا في يد الألى تناولوها ولا في بيوتهم ... ثمّ لم تطل الأيّام بالمستبدّ بالأمر ابن عفّان حتّى كفّروه وتبرءوا منه ، ومشى إلى أصحابه خاصّة وسائر أصحاب رسول الله عامّة يستقيلهم من بيعته ، ويتوب إلى الله من فلتته ... وروى هذا الخبر الديلمي في إرشاد القلوب ( ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ).
والروايات في ذلك متضافرة ، وحسبك منها الخطبة الشقشقيّة المذكورة في نهج البلاغة ، وغيرها من كلمات عليّ عليهالسلام والأئمّة ، الصريحة في ظلم المتقدّمين واغتصابهم للخلافة.
وقد اعترف أبو بكر بأنّ بيعته كانت فلتة ، حيث صعد المنبر فقال : إنّ بيعتي كانت فلتة وقى الله شرّها. كما في السقيفة وفدك (٧٠) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ٤٧ ).
وفي الرياض النضرة ( ج ١ ؛ ٢٥١ ) عن زيد بن أسلم ، قال : دخل عمر على أبي بكر وهو آخذ بطرف لسانه ، وهو يقول : إنّ هذا أوردني الموارد ، ثمّ قال : يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم.
وطار قول عمر في ذلك كلّ مطار ، ففي الملل والنحل ( ج ١ ؛ ٣٠ ، ٣١ ) قول عمر : ألا إنّ بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، فأيّما رجل بايع رجلا