من غير مشورة من المسلمين فإنّهما تغرّة يجب أن يقتلا.
وفي تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٠ ) قول عمر في خطبة له : ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلا منكم يقول : لو مات عمر بن الخطاب بايعت فلانا ، فلا يغرّن امرأ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك ، غير أنّ الله وقى شرّها.
وقد كان المسلمون يعلمون أنّ بيعة أبي بكر فلتة وصرّحوا بذلك ، فادّعى عمر أنّ الله وقى شرّها ، وكيف يصحّ ذلك وشرّها باق حتّى اليوم؟! نعم ، إنّ المسلمين كانوا يعلمون ذلك ، فحاول عمر استدراك الموقف ؛ ففي تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢١٠ ) عن الضحاك بن خليفة ، قال : ... وكانت فلتة كفلتات الجاهليّة.
وفي كتاب سليم بن قيس (١٤٥) عن عليّ عليهالسلام : وأنّهم أقرّوا بالشورى ، ثمّ أقرّوا أنّهم لم يشاوروا ، وأنّ بيعته كانت فلتة ، وأيّ ذنب أعظم من الفلتة؟!.
انظر الشافي في الإمامة ( ج ٤ ؛ ١٢٤ ) وتذكرة الخواص (٦١) وتقريب المعارف (٣٧٦) وسيرة ابن هشام ( ج ٤ ؛ ٣٠٧ ) والرياض النضرة ( ج ١ ؛ ٢٣٣ ) وتاريخ الخلفاء (٦٧) والسيرة الحلبيّة ( ج ٣ ؛ ٣٦٣ ) وكنز العمال ( ج ٥ ؛ ٦٠١ ، ٦٠٧ ، ٦٣٦ ) والمصنّف لعبد الرزاق ( ج ٥ ؛ ٤٤١ ) والصواعق المحرقة ( ٥ ، ٨ ، ٢١ ) والنهاية لابن الأثير ( ج ٥ ؛ ٢٢٨ ) ولسان العرب ( ج ٢ ؛ ٦٧ ) والروض الأنف ( ج ٧ ؛ ٥٥٣ ).
وسيأتي المزيد في الطّرفة (٢٠) ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « إيّاكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة » في أثناء بيان ما يتعلّق بالشورى.
روى الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ١٧١ ـ ١٨٢ ) بإسناده ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتّى تسلّموا ؛ أبوابا أربعة [ وهي التوبة عن الشرك ، والإيمان بالوحدانيّة ، والعمل الصالح ، والاهتداء إلى الحجج عليهمالسلام ] لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ الله