أهل عسكري ممّن يقاتل معي : « يا أهل الإسلام غيّرت سنّة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعا » ، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري. ما لقيت من هذه الأمّة من الفرقة وطاعة أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار (١) ».
ولمّا آل الأمر إلى ملك بني أميّة ، وعلى رأسهم معاوية ، أخذ يتلاعب بالدين كيفما شاء ويوجّه الأحكام إلى أيّ وجهة أراد ، فوضع في البلدان من يختلق الفضائل لمن لا فضيلة له ، ومن يضع المكذوبات للنيل من عليّ وآل عليّ عليهالسلام (٢) ، فالتفّ حوله المتزلّفون والوضّاعون والكذّابون من أمثال أبي هريرة وسمرة بن جندب (٣) ، وغيرهم من الطحالب الّتي تعيش في زوايا المياه ، حتّى تسنّى له أن يعلن ويجاهر بسبّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ظلما على المنابر (٤) ، مع أنّ معاوية ملعون عدلا على لسان القنابر (٥).
ولمّا ملك العبّاسيّون كانوا أشدّ ضراوة وقساوة على الدين وعلى أهل البيت وأتباعهم ، فراحوا يسعون ويجهدون إلى طمس فضائلهم وإطفاء نور الله الذّي خصّهم به ، فطاردوا العلويّين والشيعة واضطهدوهم سياسيّا وفكريّا ، وروّجوا للمذاهب الأخرى المضادّة لمذهب أهل البيت عليهالسلام ، وتبنّوا الآراء الفاسدة والمنحرفة لمجابهة الحقّ ، وإبعادا للمسلمين عن الالتفاف حول المنبع الثرّ والعطاء الزاخر الّذي تميّز به منهج أهل البيت عليهالسلام.
وهكذا استمرت الحكومات ، وتوالت السلطات ، وتظافرت على كتم الحقّ ونشر ما يخالفه.
__________________
(١) الكافي ( ج ٨ ؛ ٥٨ ـ ٦٣ )
(٢) انظر شرح النهج ( ج ٤ ؛ ٦٣ ) وصرّح أنّ منهم أبا هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير.
(٣) انظر شرح النهج ( ج ٤ ؛ ٧٣ ) ، نقلا عن أبي جعفر الإسكافي
(٤) انظر شرح النهج ( ج ٤ ؛ ٥٦ ، ٥٧ ) ، فرحة الغري ( ٢٤ ، ٢٥ )
(٥) انظر الصراط المستقيم ( ج ٣ ؛ ٤٧ ، ٤٨ )